اكدت وزيرة الصناعة والتجارة والتموين المهندسة مها
علي، أن حجم التبادلات التجارية والاستثمارات بين الاردن
وجمهورية التشيك لا تعكس طموحات البلدين ومستوى علاقاتهما
السياسية.
وقالت ان مستوردات المملكة من جمهورية التشيك بلغت ما
يقارب 34 مليون دولار خلال عامي 2014 و 2015 على التوالي، فيما
الصادرات الوطنية لنفس الفترة لم تتجاوز 100 الف دولار.
واوضحت خلال افتتاحها امس الثلاثاء منتدى الأعمال
الأردني- التشيكي الذي نظمته غرفة تجارة الاردن بالتعاون مع
السفارة التشيكية بعمان، ان الأردن نجح في ظل القيادة الهاشمية
بتحقيق العديد من الانجازات الاقتصادية خلال السنوات الماضية
بالرغم من الظروف الاقليمية المحيطة التي القت بظلالها على
الاقتصاد الأردني من حيث زيادة حجم التحديات الاقتصادية
والاجتماعية التي نتجت عن استضافة حوالي 3ر1 مليون لاجئ سوري
وما تبع ذلك من ضغوطات على الموازنة العامة والخدمات المقدمة
للاجئين كالتعليم والصحة.
وقالت ان انجازت الاردن برزت من خلال مؤشرات الاقتصاد
الكلي حيث ارتفع الناتج المحلي الاجمالي من 5ر8 مليار دولار في
العام 2000 الى نحو 37 مليار دولار العام الماضي الامر الذي
انعكس بشكل ملحوظ على معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي
الإجمالي، كما نمت الصادرات الوطنية بما يعادل خمسة أضعاف خلال
نفس الفترة.
واكدت علي ان الأردن اليوم، وبفضل السياسات الحكومية
واحة أمن واستقرار ومقصد استثماري وسياحي وبوابة للأعمال في
المنطقة، حيث يوفر الأردن بيئة اعمال متطورة وبنية تحتية حديثة
وموارد بشرية مؤهلة ونظام مصرفي كفوء وشبكة اتصالات متقدمة
اضافة الى مناطق اقتصادية خاصة مؤهلة بالبنية التحتية والخدمات
اللوجستية اللازمة.
واشارت إلى نتائج «مؤتمر لندن لدعم سوريا والمجتمعات
المستضيفة» في اطار تمكين الأردن من مواجهة أعباء اللجوء
السوري، والذي سلط الضوء على حاجة الأردن الى حزمة من
المساعدات التنموية التي لا تقتصر فقط على المساعدات النقدية،
وانما تمتد لتشمل برامج أخرى مثل تبسيط قواعد المنشأ لتعزيز
فرص تصدير المنتجات الأردنية الى السوق الأوروبية الامر الذي
من شأنه تحفيز الاستثمارات وخلق المزيد من فرص العمل.
واضافت إن شبكة اتفاقيات التجارة الحرة التي تربط
الأردن مع اكبر التكتلات الاقتصادية توفر أسواقاً تصديرية
للمنتجات الأردنية من سلع وخدمات، بالإضافة الى العضوية في
منظمة التجارة العالمية.
واوضحت وزيرة الصناعة ان الاردن ابرم اتفاقيات تجارية
مع العديد من الدول تمكنه من الوصول الى أسواق تضم أكثر من
مليار مستهلك، تشمل الولايات المتحدة الأميركية وكندا وتركيا
وسنغافورة والاتحاد الأوروبي اضافة الى الدول العربية.
واكد وزير الصناعة والتجارة في جمهورية التشيك يان
ملادك ان علاقات البلدين السياسية تعود الى منتصف ستينيات
القرن الماضي موضحا ان الاردن من اهم الشركاء التجاريين لبلاده
بالمنطقة نظرا لحالة الامن والاستقرار التي تعيشها المملكة وسط
منطقة ملتهبة.
وقال ان بلاده تتطلع الى علاقات اقتصادية متينة مع
الاردن والارتقاء بحجم التبادل التجاري والبناء على التطورات
الايجابية بهذا الخصوص خلال السنوات الاخيرة، لافتا الى ان
المملكة تتبؤا مكانة عالية بالتنمية الاقتصادية.
وأضاف « من المهم اليوم اقامة شراكات قوية بين شركات
البلدين» وبخاصة ان بلاده تعد بوابة للدخول الى اكبر اقتصاد
بالعالم، مشيرا الى وجود اتفاقية موقعة مع الاردن تتعلق بتوليد
الطاقة النووية.
وأعرب عن امله بان تعزز هذه الاتفاقية علاقات التعاون
بمجال الطاقة النووية مؤكدا ان جمهورية التشيك تضع كل خبراتها
الفنية الطويلة تحت تصرف الاردن.
وقال «ان هناك مجموعة من الشركات التشيكية تتطلع لبناء
مصنع للطاقة النووية بالاردن، الى جانب اهتمام حكومة بلاده
للتعاون مع المملكة في مجال استغلال خامات اليورانيوم».
واشار الى وجود امكانيات كبيرة للتعاون بين البلدين
منها تصدير السيارات المصنوعة في التشيك للاردن والاهتمام
بالصناعات التعدينية والقطاع السياحي مشيرا الى وجود شركات
سياحية في بلاده مهتمة بارسال افواج سياحية الى الاردن
بالاضافة الى التعاون مع المؤسسات المالية والمصرفية وشركات
التأمين.
واكد رئيس غرفة تجارة الاردن نائل الكباريتي ان
المنتدى يشكل حدثا اقتصاديا مهما لتعميق وتوثيق العلاقات
التجارية والاستثمارية بين البلدين الصديقين من خلال التعرف
على مجالات العمل المشترك وامكانات فرص الاستثمار المتاحة.
وقال ان ذلك سينعكس ايجابا على حجم المبادلات التجارية
بين البلدين الصديقين والتي ما زالت دون الطموحات وبحاجة لبذل
المزيد من الجهود المشتركة للتعرف على منتجات البلدين
واحتياجات السوقين، وتبادل المعلومات والخبرات التسويقية
لزيادة التبادل التجاري.
واضاف ان الاردن بات شريكا عالميا لا يمكن الاستغناء
عنه كملاذ آمن وواحة للاستقرار واغاثة للملهوف بالرغم من شح
الامكانات وحفظ السلام والحوار بين الاديان ومحاربة التطرف
والارهاب وانجاز عملية اصلاح سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة
ومتطورة ومستدامة.
وبين انه بالرغم من متانة العلاقات السياسية بين
البلدين فإن العلاقة الاقتصادية بحاجة الى تنشيط بشكل اكبر،
حيث هناك امكانية لاستخدام الاردن كبوابة لوجستية لدخول
اقتصاديات المنطقة فيما يخص الصناعة والتجميع والتخزين
والتوزيع والعمليات اللوجستية الاخرى.
ودعا الكباريتي اصحاب الاعمال والمستثمرين من التشيك
لاستغلال الفرص الثمينة التي يوفرها الاستثمار في الاردن
المرتكز على نعمتي الامن والاستقرار وبيئة تشريعية وقانونية
عصرية.
وبين رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان ان
هناك الكثير من اوجه التعاون بين البلدين ومن اهمها استخراج
اليورانيوم حيث يتمتع الأردن بمخزونات كبيرة و غنية من مصادر
اليورانيوم.
واضاف اننا نود الاستفادة من الخبرات الموجودة في
التشيك وخصوصا في مجال التعدين، حيث ان الأردن بلد غني
بالمعادن والخامات الطبيعية، مؤكدا اننا نتطلع الى بناء محطتين
نوويتين بقدره 2000 ميغا واط.
واكد رئيس غرفة تجارة جرش الدكتور محمد العتوم ان
الاردن هو الدولة العربية الوحيدة التي ترتبط بعدد كبير من
اتفاقيات التجارة الحرة مع مختلف التكتلات الاقتصادية العالمية
ومن اهمها اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية والاتفاقيات
الموقعة مع دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكندا
وتركيا.
ويمثل الوفد التجاري التشيكي الزائر العديد من
القطاعات منها الأغذية ومواد التجميل، والأجهزة الطبية
والمكملات الغذائية والأدوية والمعدات العسكرية وقطاع الطاقة
النووية وأنظمة المراقبة والتحكم في المطار والخدمات المالية
وتصنيع الإلكترونيات والمحركات الكهربائية وإدارة الأعمال
والمشاريع.
على صعيد متصل بحثت علي، مع ملادك، آليات تعزيز
التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين.
واكدت المهندسة علي خلال اللقاء الذي عقد على هامش
المنتدى، اهمية زيادة حجم التجارة البيينة بين البلدين، خصوصا
لجهة الصادرات الاردنية وتعظيم الاستفادة من اتفاقية الشراكة
مع الاتحاد الاوروبي.
ودعت اصحاب الاعمال التشيك للاستثمار بالاردن
والاستفادة من الفرص المتاحة، خصوصا ان المملكة بوابة الدخول
الى اسواق المنطقة.
وتم خلال اللقاء بحث الخطوات التنفيذية اللازمة لتعزيز
التعاون الاقتصادي، وتأطير ذلك باتفاقيات ثنائية وتحفيز القطاع
الخاص في كلا البلدين للاستفادة من الفرص المتاحة.
واكد ملادك ان بلاده تتطلع الى تبادل تجاري متطور مع
الاردن، مشددا على تكثيف الزيارات التجارية واقامة المعارض
لتوفير معلومات عن اقتصاد البلدين والفرص المتوفرة.
تاريخ النشر: الأربعاء 2016-04-27