استقبل فخامة رئيس الجمهورية البرتغالية
البروفيسور الدكتور " مارسيلو ريبيلو ده سوزا " في القصر الرئاسي في لشبونة، رئيس
اتحاد الغرف العربية ورئيس غرفة تجارة الأردن العين الأستاذ نائل رجا الكباريتي،
على رأس الوفد الاقتصادي العربي المشارك في فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي –
البرتغالي الرابع، الذي نظّمته الغرفة التجارية الصناعية العربية البرتغالية
بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية.
وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس الكباريتي خلال اللقاء باسم الوفد عن شكره للرئيس
البرتغالي على حرصه على مقابلة الوفد الاقتصادي العربي والذي ضم مشاركة ممثلين عن
ما يقارب أربعة عشر دولة عربية، وقد أشاد سعادته بالدور الكبير الذي يلعبه فخامة
الرئيس البرتغالي على صعيد تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدان العربية
والبرتغال.
وأشار الكباريتي إلى الدور الفعال الذي يضطلع به اتحاد الغرف العربية بالتعاون مع
الغرفة التجارية الصناعية العربية البرتغالية في تعزيز وتوثيق العلاقات الاقتصادية
والتجارية بين العالم العربي والبرتغال ودفع العلاقات الاقتصادية نحو مزيد من
التطوّر، واعتبر الكباريتي أنّ "هذا اللقاء له أهمية بالغة"، مثمنا الدعم
الاستثنائي الكبير من فخامة رئيس جمهورية البرتغال بهدف تنمية العلاقات الاقتصادية
العربية البرتغالية على المستوى الرسمي وخصوصا على مستوى القطاع الخاص، معتبرا أنّ
"اللقاء سيتيح مساحة حوار ضرورية نظرا لما يمكن أن يلعبه القطاع الخاص العربي
والبرتغالي في إطار تطوير مشاريع مشتركة تقوي وتدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري
بين الجانبين، بعيدا عن القيود والعراقيل والبيروقراطية التي حالت دون وصول
العلاقات الاقتصادية العربية البرتغالية على الرغم من تطورها في السنوات الأخيرة
إلى مستوى الطموحات والآمال المنشودة".
من جانبه رحب فخامة الرئيس البرتغالي " مارسيلو ريبيلو ده سوزا " برئيس وأعضاء
الوفد شاكرا حضورهم الى البرتغال منوها بالعلاقات المميزة والتاريخية التي تربط
البرتغال بالعالم العربي منذ أكثر من 900 عام، موضحا أنّ "البرتغال تتمتع في الوقت
الراهن باستقرار أمني وسياسي، وهذا أمر حيوي وهام لجذب المستثمرين الأجانب وفي
مقدّمهم المستثمرين العرب"، مشددا على "أننا لا ننسى جذورنا وأن خيار حكومتنا هو
دعم وتوثيق هذه العلاقات" ، معتبرا أنّ "هذه الفترة هي في غاية الأهمية لخلق وتعزيز
فرص التعاون الواعدة على الصعد الاقتصادية والتجارية والاستثمارية كنقل التكنولوجيا
والمعرفة والخبرات والمعلومات في مجال التقنيات المتطورة، مثل قطاع الطاقة المتجددة،
السياحة، الخدمات اللوجستية والصناعة"، مشددا على أنّه "لا بدّ من الارتقاء بمستوى
التعاون الفكري والمعرفي والتربوي بين البلدان العربية وجمهورية البرتغال، واحترام
التنوع الثقافي والحضاري، وتقوية التفاهم بين الشعوب بإرساء منهج تربية للأجيال
وإقامة أسس جديدة قوية وراسخة للتعاون الإنساني في عالمنا المعاصر".
المنتدى الاقتصادي العربي – البرتغالي
برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية البرتغالية البروفيسور الدكتور "مارسيلو ريبيلو
ده سوزا"، نظمت الغرفة التجارية الصناعية العربية البرتغالية وبالتعاون الوثيق مع
اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي
البرتغالي الرابع في مدينة لشبونة، يومي 3 -4 أكتوبر 2016، والذي شهد حضور أكثر من
400 مشارك بينهم أكثر من 100 مشارك من الغرف العربية واتحاداتها وأصحاب أعمال
ومؤسسات وشركات عربية.
استهل العين نائل الكباريتي كلمته في الجلسة الافتتاحية بشكره لفخامة رئيس البرتغال
على حضوره الذي يؤشر على اهتمام فخامته بتعزيز وتوثيق العلاقات مع العالم العربي .
وأشار إلى أنّ "حجم التبادل التجاري لم يتخطّ حدود الـ ١٠ مليارات دولار خلال العام
الماضي ٢٠١٥"، لافتا إلى أنّه "يمكن التأسيس على العلاقة التاريخية التي تجمع
بلداننا العربية والبرتغال من أجل البناء عليها نحو المستقبل، والتأكيد على الدور
البارز والهام للقطاع الخاص على هذا الصعيد، بالتوازي مع الدور الرسمي الاستراتيجي
المناط بقادة وحكومات الدول العربية ورئيس وحكومة البرتغال"، مؤكّدا أنّ "المطلوب
اليوم توقيع المزيد من الاتفاقيات التي من شأنها تيسير التبادل التجاري والتعاون
الاستثماري في القطاعات الواعدة"، برفع القيود التي تعيق انتقال حركة رجال الاعمال
والمستثمرين في الاتجاهين، فضلا عن إقرار المزيد من التشريعات والقوانين
والبروتوكولات التي تخفف من الاعباء والعراقيل التي تواجه المستثمرين والتي تؤدي
إلى تراجع حجم الاستثمارات بدلا من رفعها لتتناسب والامكانات التي تمتلكها
الاقتصادات العربية واقتصاد جمهورية البرتغال.
وأشار الى أن هناك الكثير المجالات التي يمكن من خلالها تعزيز فرص التعاون الواعدة
على الصعد الاقتصادية والتجارية والاستثمارية كنقل التكنولوجيا والمعرفة والخبرات
والمعلومات في مجال التقنيات المتطورة، مثل قطاع الطاقة المتجددة، أو الصناعات
التقليدية مثل المنسوجات والملابس، وفرص التعاون في قطاعات البنى التحتية والبناء،
والخدمات اللوجستية، والخدمات المالية، والنقل الجوي، والسياحة، وتجارة التجزئة،
والاتصالات، بالإضافة إلى دور الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ودعا الى تكثيف الجهود للارتقاء بمستوى التعاون الفكري والمعرفي والتربوي بين
البلدان العربية وجمهورية البرتغال، خصوصا وأن المتغيرات والتحولات التي يشهدها
العالم اليوم تستدعي العمل جديا وعلى أعلى المستويات من أجل إعلاء شأن مفهوم
التواصل الحضاري، باعتباره عنصرا مهما في إرساء ودعم منهج الحضارات المختلفة من
خلال رؤية استراتيجية كونية تنشد الإنسان الحضاري المؤهل، وتؤمن بحوار الحضارات
وتواصلها باعتباره خيارا استراتيجيا يؤدي بالإنسانية إلى الاستقرار في سبيل تعزيز
احترام التنوع الثقافي الخلاق، وتقوية التفاهم بين الشعوب، وبإرساء منهج تربية
للأجيال وإقامة أسس جديدة قوية وراسخة للتعاون الإنساني في عالمنا المعاصر.
بدوره أكّد رئيس جمهورية البرتغال، خلال افتتاح فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي –
البرتغالي الرابع، أنّ "خيارنا السياسي هو توثيق العلاقات مع العالم العربي والتي
تمتد إلى عقود من الزمن"، لافتا إلى أنّه "لا يوجد فوارق ثقافية بين البرتغال
والبلدان العربية، وقال نحن لا نتجاهل أصولنا وجذورنا والتي امتدت في البرتغال لمدة
عقود"، وأكّد بأنّنا لدينا حاليا فرصة مهمة يجب أن نستغلّها لنرقى بمستوى العلاقات
بين الطرفين. وشدد قائلا "علاقتنا مع الكتلة العربية علاقة ممتازة وهي في تطور دائم
ومستمر". ورحب باستثمارات الشركات العربية وبحضور رجال الأعمال العرب في البرتغال،
كما دعا رجال الأعمال والمستثمرين البرتغاليين إلى رفع حجم تواجدهم واستثماراتهم في
البلدان العربية، حيث تتوفر مجالات عديدة للتعاون في قطاعات السياحة، تكنولوجيا
المعلومات، الطاقة البديلة، المصارف والمال، الاتصالات، النقل، الصناعة، البنى
التحتية، الصناعة، والخدمات.
هذا مع الإشارة إلى أنّ جلسات العمل تمحورت حول التعاون العربي – البرتغالي في
مجالات: قطاع الصحة وفروعه، قطاع البناء والبنى التحتية وفروعه، التنمية، إضافة إلى
التمويل والاستثمار. وتخلل اليوم الثاني عقد لقاءات ثنائية بين أصحاب الأعمال
والمستثمرين العرب والبرتغاليين.